ممر داوود المزعوم يهدد حقوق الأردن المائية

عقد الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني، في مقره الرئيس اليوم السبت، ندوة سياسية بعنوان "أحداث السويداء... وأثرها على الأمن الوطني الأردني"؛ وذلك في ظل تصاعد التوترات الإقليمية على الحدود الشمالية للمملكة.

وأدار الدكتور فلاح الجبور، الأمين العام للحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني، الندوة وبيّن أن الحزب حريصٌ في مثل هذه الندوات على تعزيز وعي الرأي العام الأردني بالتحديات الأمنية والاستراتيجية الناشئة في الإقليم ، وجاء في حديثه بأن "الأمن الوطني الأردني لا يمكن عزله عن التحولات المتسارعة في جواره الجغرافي المباشر".

وقدم الضيف الدكتور نضال أبو زيد، المحلل السياسي والعسكري، قراءة معمقة للأبعاد الجيوسياسية والعسكرية للأحداث الجارية في جنوب سوريا، خصوصًا في محافظة السويداء، وانعكاساتها المحتملة على الأمن الوطني الأردني.

وجاء في حديث أبوزيد بأن إنعكاسات سلبية سوف تحدث على الأردن في حال نجح الجيش الإسرائيلي بإقامة "ممر داوود"، المرتبط بقضايا عقائدية توراتية لإسرائيل تسعى من خلاله لتوسيع نفوذها الجغرافي والسياسي في المنطقة؛ لأن إسرائيل لا تكتفي فقط بوجود الممر، الذي يهدد الحدود الأردنية مع الجانب السوري فحسب بل وجوده سيخنق الأردن في موارده المائية.

واضاف أبوزيد بأن الخطورة تكمن في وجود 11 ممرًا مائيًا يغذي نهر اليرموك، مثل: سد زيزون، وسد الجولان، وسد منطرة؛ الذي يعد أكبر السدود المائية التي تسيطرعليها إسرائيل الآن في حوض اليرموك، تسعى إسرائيل للسيطرة عليها من خلال توغلها في الأراضي السورية  وسيطرتها على السويداء.

ولم يغفل الدكتور أبو زيد في مداخلته الإشارة إلى العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، وما وصفه بـ"التوحش الإسرائيلي ضد المدنيين"، مؤكدًا أن ما يجري في غزة هو جزء لا يتجزأ من معادلات الصراع الإقليمي، وأن دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته يُعد واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا في ظل تخاذل المجتمع الدولي.

وشهدت الندوة حضور عدد من السياسيين والباحثين والمهتمين بالشأن العام، تخللتها مداخلات غنية وتساؤلات حول السيناريوهات المحتملة للتطورات الميدانية في سوريا، والدور الذي يجب أن تلعبه الدولة الأردنية ضمن مقاربة استراتيجية متوازنة لحماية استقرارها الداخلي وحدودها الشمالية.

يُذكر أن هذه الندوة تأتي في إطار سلسلة فعاليات فكرية وسياسية ينظمها الحزب الديمقراطي الاجتماعي الأردني، ضمن سعيه لفتح نقاشات وطنية موسعة حول أبرز التحديات التي تواجه البلاد في هذه المرحلة الدقيقة.