يعدّ ضعف النظام التربوي والتعليمي السبب الرئيس لمشكلات المجتمع في قطاعاته المختلفة، ومن المفارقة أنه في الوقت نفسه المدخل الرئيس لحل هذه المشكلات. ويتسم النظام التربوي والتعليمي بكونه نظاماً اجتماعيّاً يؤثر بمجتمعه ويتأثر به إيجاباً وسلباً، وهو يعمل بكل مكوناته بشكلٍ تكاملي وتفاعلي يقود فيه كلُّ مكون إلى الآخر ويدعمه وصولاً إلى ذروة التفاعل والإنجاز.
وعند التدقيق بالصورة الكلية للنظام التربوي والتعليمي تُستخلَص حقيقةٌ تقف عموماً وراء الحال الراكدة لهذا النظام ومراوحته بين التحسين والتراجع من دون التقدم للمستويات المنشودة منه رغم الإنفاق الحكومي المناسب ودعم الجهات الدولية له فنيّاً وماليّاً، إذ بلغ الإنفاق الحكومي على التعليم (1,9) مليار دينار في عام 2016، فضلاً عن الإنفاق من ميزانيتَي الوزارتين المكلفتين بالتعليم والتعليم العالي، ويشمل هذا المبلغ المصروفاتِ التي تتحملها مديرية الثقافة العسكرية، ومؤسسة التدريب المهني، والمشاريع الرأسمالية المموَّلة من شركاء التنم ية عبر وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ويشمل أيضاً تكلفة إدارة النظام التربوي والإشراف عليه، والإنفاق على طباعة الكتب المدرسية.
تم الاشتراك بى نجاح