بيان - إن الإيمان بعدالة القضية والاستعداد للتضحية في سبيلها، سيدفعان حتما نحو الانتصار، هذا منطق التاريخ وحركته وهذا هو منهج قوى التحرر الوطني الساعية دوما للانعتاق من الاستعمار وتحرير الأرض والإنسان.
تلخص القضية الفلسطينية جوهر هذا كله، فبعد عقود من النضال الوطني المتراكم بكل صوره وأشكاله والتضحيات الجسام التي راح ضحيتها شهداء وجرحى وأسرى معتقلين، تبزغ شمس فلسطين، القضية والدولة، وتحتل مساحات الفعل الدولي، وتعترف ثلاثة دول أوروبية، اسبانيا، النرويج، ايرلندا، بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 في الأمم المتحدة؛ والذي سيدخل حيز التنفيذ في ال28 من أيار مايو الجاري، في خطوة ستفتح الطريق أمام دول أخرى مؤيدة للحق الفلسطيني بالاعتراف بدولة فلسطينية كاملة السيادة على أراضيها وفق قرارات الشرعية الدولية.
إن هذا الحصاد السياسي الدولي الذي يجنيه الشعب الفلسطيني هو نتاج فعل وطني نضالي متراكم، ولقد شكلت "طوفان الأقصى" انعطافة استراتيجية في هذا السياق ضمن فاصل تاريخي كبير لأسباب كثيرة ، أهمها:
أولا: التأكيد على نهج المقاومة كخيار فاعل ضد الاحتلال الذي يبدو أنه لا يفهم سوى لغة القوة.
ثانيا: أثبت الشعب الفلسطيني كما كل مرة صموده وتمسكه بأرضه ورفضه لكل مشاريع التسوية التي تريد فسلطين خالية من الفلسطينيين، ووعيهم الوطني بضرورة عدم تكرار التاريخ مرة أخرى كما حدث في النكبة والنكسة عبر اللجوء أو النزوح وتركهم لأرضهم.
ثالثا: الشعب الفلسطيني العربي لا يقل قيمة أو إنسانية عن باقي شعوب العالم ويحق له أن يعيش بحرية وكرامة على أرضهم لأنها أرضهم ولأن التاريخ لهم والحاضر والمستقبل.
رابعا: لقد شكل العدوان على غزة هزة عميقة في الرأي العام العالمي وفي موازين القوى، وما الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطينية والحراك الكبير الذي تقوده الحركة الطلابية الغربية إلا تأكيدا على أن "طوفان الأقصى" قلب الموازين لصالح القضية الفلسطينية وأعاد للقوى الديمقراطية العالمية التحررية في العالم بريقها ومكانتها.
إننا في الديمقراطي الاجتماعي الأردني نرحب بهذا الحراك الدبلوماسي الأوروبي، وننظر إليه على أنه موقف أحرار العالم المتضامنين مع فلسطين وقضيتها، وبوصفه أيضا بداية الطريق لانتزاع اعتراف واسع بدولة فلسطينية كاملة السيادة.
انطلاقا من مبادئنا بضرورة التشبيك مع القوى الديمقراطية العالمية وتعديل موازين القوى وانتاج أدوات جديدة للصراع مع المشروع الصهيوني الاستعماري المدعوم من الغرب، فإننا ندعو أحرار العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية وضمان حق الشعب الفلسطيني بأرضه وحق تقرير مصيره، ومعاقبة الاحتلال الصهيوني على ما ارتكبه تاريخيا من إبادة جماعية وتطهير عرقي ومجازر وسرقة للأرض وللتاريخ بغير وجه حق.
تعترف اسبانيا والنرويج وايرلندا، بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران 1967 في الأمم المتحدة في 28 أيار
تم الاشتراك بى نجاح